المدينة الإشتراكية




ممدوح شلبى

تخيل لو أن الطعام يصل للشقق السكنية مطبوخاً بحيث تخلو الشقق من المطابخ وتوصيلات الغاز الطبيعى والثلاجات وخلافه ، مما يوفر ساعات طويلة من العمل المنزلى.
الأمر لا يتعلق بتكنولوجيا مستقبلية، لأن الأمر يمكن تحقيقه بمستوى التكنولوجيا الحالى وهو كافى لتحقيق هذا الهدف بمثالية.
تخيل لو أن الطابق السكنى عبارة عن كوريدور طويل يضم 100 شقة على كل جانب، وتخيل أن قضبان حديدية معلقة فى سقف الكوريدور تمشى عليها آلياً عربة الطعام التى تحوى مقداراً يكفى لعدد كبير من الشقق، حيث تتوقف العربة تلقائياً أمام كل شقة، فتنفتح نافذة صغيرة تلقائياً أعلى باب الشقة، ثم يتفرغ قدر معين من الطعام فى إناء يضعه الساكن فى هذه النافذة، وعندما تنتهى العربة من عملها تواصل تحركها إلى الشقة التالية، وهكذا بإستمرار حتى تصل إلى نهاية الكوريدور فتستقبلها قضبان حديدية رأسية تنزل عليها العربة إلى الطابق الأرضى الذى يحتوى على مطبخ فيعاد ملأ عربة الطعام وتصعد مرة أخرى إلى الطابق المطلوب وعندما تنتهى من توزيع الطعام بنفس الطريقة وتصل إلى نهاية الكوريدور من الناحية الاخرى، تنزل لتصل إلى المطبخ الثانى، وهكذا بإستمرار.
يقوم الكوريدور مقام الشارع بالنسبة للسكان ولذلك فهو بعرض 4 متر، وطوله الإجمالى 500 متر، والأسانسير فى منتصف الكوريدور، بما يعنى أن أبعد شقة ستكون على مسافة 250 متراً من الأسانسير، لكن هذا الأسانسير عبارة عن خط صاعد وخط نازل، وتتشابك عربات الأسانسير بنفس طريقة ألعاب الملاهى، ففى كل حركة، يتوقف الأسانسير فى كل طابق ليصعد من يصعد وينزل من ينزل، وهذا الأسانسير لا يعمل بالطاقة الكهربية ولكن بفارق الكتلة بين الجانب الصاعد والجانب النازل، ولكى يتحقق هذا الفارق، فإن كل ساكن سيجب عليه قبل أن يستخدم الأسانسير للصعود أن يصعد على السلام طابقين ثم يستخدم الأسانسير، وعندما يريد إستخدامه للنزول، يجب عليه أيضاً أن يصعد طابقين على السلالم قبل أن يستخدم الأسانسير.
هذه العمارة – المدينة – عدد طوابقها 30 طابق، وعدد الوحدات السكنية 6000 وحدة سكنية، تكفى لمعيشة 30 ألف نسمة، بإعتبار أن متوسط الأسرة 5 أفراد، وسوف نختار منتصف مساحة من أرض صحراوية على شكل مربع طول ضلعه 12 كم متر، وهذه المساحة تساوى 30 ألف فدان تقريباً، لبناء هذه المدينة العمارة، وسوف تزرعها شركة مملوكة للمدينة لتوفير الإنتاج الزراعى وتصدير الفائض، بينما المدينة نفسه الت ىتقع فى المنتصف تماماً، عبارة عن قطعة مربعة من الأرض طول ضلعها 1500 متر، تحتوى بالإضافة إلى العمارة على أمكنة للمصانع والأنشطة الرياضية ودور العبادة والمسرح والسينما ، إلخ.